من وعظ الإنسان لنفسه أن يُفهِمها ما قاله الله عن المنافقين في كثير من آي الكتاب, وقد كان عمر رضي الله عنه فقيهاً في هذا الباب, حيث كان يتهم نفسه وذاته بالنفاق, لخوفه منه, حتى قال لحذيفة بن اليمان رضي الله عنه, أمين سر رسول الله صلى الله عليه وسلم, هل سماني صلى الله عليه وسلم منهم, أي من المنافقين.
إن نظر المسلم لذاته وتصرفاته, ومحاسبته لنفسه, خير معين له على الاستقامة, خاصة مع وجود الميزان الحق لهذه المحاسبة في الكتاب والسنة, سواءً ما جاء من صفات المؤمنين, أو صفات المنافقين, يصحب هذه المحاسبة إيماناً عميقاً أن تزكية النفوس هي مهمة الأنبياء عليهم السلام, ولا يجوز لمسلم أن يزكي نفسه من أي منهج, شرقياً كان أو غربياً, سوى من منهج الإسلام العظيم.
ومع أن الكثير من المسلمين, ولله الحمد, يهتمون بالنظر إلى صفات المؤمنين في الكتاب والسنة, ليقتدوا بها, غير أن الكثير منهم أيضاً لا ينظرون بتوسع في صفات المنافقين التي بينها الله تعالى وبينها رسوله صلى الله عليه وسلم, وحُذِرنا منها, وبتأمل في عنوان هذا المقال, والذي هو جزء من آية يقول الله فيها عن المنافقين: (أَوَلاَ يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَّرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لاَ يَتُوبُونَ وَلاَ هُمْ يَذَّكَّرُونَ), نعلم خطورة عدم التوبة, وخاصة حينما يتكرر وقوع الخطأ من الإنسان.
ولعلنا في مقالات قادمة نتوسع في ضرب الأمثلة لهذا الموضوع المهم.