|
|
|
|
|
حكم مشاركة المرأة في انتخابات المجالس البلدية (الشيخ عبدالرحمن البراك)
|
17 ذو القعدة, 1436
|
|
صاحب الفضيلة الشيخ عبدالرحمن البراك حفظه الله ووفقه وبارك فيه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد: فإن الله عز وجل يقول: (فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ)، ولذا فإننا نتوجه إلى فضيلتكم بالسؤال عن حكم اشتراك النساء في المجالس البلدية، حيث إن عضو المجلس البلدي -استنادًا إلى التجربة القائمة منذ عشر سنوات، وبالنظر إلى المهام المنوطة بالعضو- يقوم بمايلي:
1. حضور اللقاء الدوري للمجلس.
2. حضور الاجتماع الأسبوعي للجان الداخلية.
3. الاستقبال العام لشكاوى الجمهور في اليوم البلدي، بمقر المجلس أو في البلديات الفرعية.
4. مقابلة الجمهور في اللقاء العام الذي يجمع عموم أعضاء المجلس.
5. المشاركة في زيارات -مجدولة- لإحدى البلديات الفرعية، والاستماع لشرح يقدم من رئيس هذه البلدية عن أحد مشاريعهم، ثم يخرجون سويًا في زيارات ميدانية لذلك المشروع -أو غيره- أو للوقوف على بعض الشكاوى الواردة إليهم.
6. اللقاء بالحاكم الإداري للمنطقة ووزير الشؤون القروية وغيرهم من المسؤولين.
ذلك غير ما تتطلبه الحملة الانتخابية من التواصل المباشر مع فئات المجتمع، من خلال اللقاءات والاجتماعات وسائر المناشط التعريفية.
ولا يخفى على فضيلتكم أن اتفاقية (سيداو) المتضمنة إلزام جميع الدول بالمساواة العمياء بين الرجال والنساء قد نصت في مادتها رقم (7) على الإلزام بإشراك النساء في جميع الانتخابات.
أفتونا مأجورين، سددكم الله ونفع بكم البلاد والعباد.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وإليكم الجواب بعون الله:
الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين؛ أمابعد:
فإن الاختلاط بين الرجال والنساء الذي قد شاع في مجتمعات بلدان المسلمين هو فرع من فروع مشروع التغريب لمجتمعات المسلمين، حتى تكون حياتهم على سنن حياة الغرب الكافر، ذلك المشروع الذي غرس أسبابه الاحتلال النصراني لكثير من بلدان المسلمين، وقد اتخذوا المرأة أعظم أداة لتحقيق هذه الغاية، ولفرض تغريب المرأة المسلمة وضعت هيئة الأمم ـ القوة الاستعمارية عالميًا ـ قانونا اسمه وثيقة السيداو، وطلبت من الأعضاء التوقيع عليها، ومن قانونهم أن كل من يوقع على تلك الوثيقة فإنه ملزمٌ بتنفيذها، ومطالبٌ باتخاذ جميع التدابير في ذلك، وعلى هذا فنقول: كل ما يتخذ في بلادنا ـ المملكة العربية السعودية ـ من القرارات والتدابير والإجراءات في شأن المرأة، كل ذلك يحقق ماتقضي به تلك الوثيقة من القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة، وحقيقة ذلك التسوية بين الرجل والمرأة في كل الحقوق والواجبات، وهذا حكم مناقض لحكم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم الذي جاء بالفرق بين الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات، ومن هذه القرارات والتدابير مايجري في هذه الأيام تنفيذه من دعوة المرأة في جميع مناطق المملكة ومحافظاتها إلى الترشح لعضوية المجالس البلدية، ودعوة المرأة إلى المشاركة بانتخاب من يرشَّح لذلك من الرجال والنساء مشروطا باستخراج بطاقة الأحوال المدنية، ولايخفى مافي هذا المشروع من توسيع مجالات الاختلاط، وترسيخه في نفوس الأمة، ونزع ما استقر في قلوب المؤمنين من حكم الله ورسوله بالتمييز بين الرجال والنساء، وسد كل طريق يؤدي إلى الحرام من النظر والكلام والخلوة، ومن أعظم أبواب ذلك عمل المرأة مع الرجال.
وبناءً على ما سبق بيانُه، ولما وَقَع أيضا تفصيله في السؤال مما يتطلبه عمل العضو في المجلس البلدي كما ذكر السائل؛ أقول: يحرم على المرأة المسلمة المشاركة في عضوية المجالس البلدية مرشَّحَةً أو معيَّنةً؛ ويحرم على الجميع انتخابها، أقول: يحرم ذلك لما يترتب عليه من المفاسد التي يشتمل عليها الاختلاط بين الرجال والنساء، ولما يترتب عليه أيضا من تغريب مجتمع بلاد الحرمين، المجتمع المحافظ، فاتقي الله ـ أيتها المرأة المسلمة ـ لا تكوني مفتاح شر على هذه البلاد، واذكري قوله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً سَيِّئَةً فَعَلَيْهِ وِزْرُهَا وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا إِلَى يَوْم الْقِيَامَةِ) واعلمي أن كل ما يترتب على المشاركة في الانتخابات البلدية من المفاسد، فعليك من تبعاتها في الآخرة بحسب تأثير مشاركتك، ولقد كنا متفائلين في العهد الجديد بوقف أو إضعاف قرارات سابقة لاتصب في مصلحة الأمة، ولم نيأس؛ وإني أذكَّر بقوله تعالى: (فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ)، وقوله صلى الله عليه وسلم: (كُلّكُمْ راعٍ ومسئول عَنْ رَعِيَّتِهِ). نسأل الله أن يوفق ولاة أمورنا لما فيه خير الأمة وصلاحها في أمر دينها ودنياها. والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
قال ذلك:
عبدالرحمن بن ناصر البراك
لتسع خلون من ذي القعدة 1436ه.
|
عدد المشاهدات:
1380
|
موقع "عودة ودعوة" غير مسؤول عن التصريحات المسيئة أو استخدام عبارات استفزازية أو غير لائقة، وتصريحات الزوار تظل ملكًا لأصحابها دون أي مسؤولية على الموقع
|
|
اليوم:
18 جمادى الثانية, 1440
|
|
|
|
التصنيف:
|
|
|
|